تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٧٨
لأفراد متعلقه - بمعنى جعل المتكلم الشرط أو الجزاء المعلق على الشرط هو ذلك، لا نفس ثبوته لكل واحد واحد من آحاد متعلقه - فمن المعلوم ارتفاع تلك العمومية بالجزئية وكفايتها في رفعها، ضرورة منافاتها لها، فلا بد أن يكون المفهوم هو سلب العموم لا غير، وإن كان الملحوظ نفس ثبوته لكل واحد من آحاد متعلقه على نحو الاستقلال، بأن يكون أداة العموم ثابتة لها في الكلام لمجرد السورية وسهولة اللفظ، فيكون القضية الواحدة في مقام قضايا جزئية متعددة بتعدد متعلق آحاد ذلك الفعل، فيكون قوله (1): إن جاءك زيد فأكرم العلماء أو كل عالم - مثلا - في مقام: إن جاءك زيد فأكرم عمرا العالم، وخالدا العالم، وبكرا العالم، وهكذا، إذ لا ينبغي الارتياب أن الرفع حينئذ لا يكون إلا برفع ذلك الفعل عن كل واحد واحد من آحاد متعلقه، فإن المرفوع عن بعضها إنما هي صفة العمومية الغير الملحوظة في مقام التعلق () في جانب المنطوق بالفرض.
وبعبارة أخرى: إنه لا بد في أخذ المفهوم من رفع ما هو ثابت في المنطوق، فإذا فرض أن الثابت فيه إنما هو إكرام زيد وإكرام بكر وإكرام خالد وهكذا، فيتوقف رفعه على نفيه عن زيد وعن بكر وعن خالد وهكذا.
وبعبارة ثالثة: لو قيل - مقام قولنا: أكرم العلماء -: أكرم زيدا، وأكرم عمرا، وأكرم بكرا، وأكرم خالدا، وغير ذلك [لكان] () هنا قضايا متعددة، ومن المعلوم أنه إذا كان الجزاء قضايا متعددة فكل واحدة منها مجعولة جزاء على نحو الاستقلال من غير اعتبار الضميمة أصلا، فلا بد أن ينتفي كل واحدة واحدة بانتفاء الشرط، إذ تحقق واحدة منها حينئذ ينافي تعليقها على الشرط على الوجه

(1) هذا مثال لما إذا كان الجزاء عاما، ومنه يظهر الحال فيما إذا كان الشرط كذلك، وكذا فيما إذا كان كلاهما كذلك. منه طاب ثراه.
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377