تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٦٩
أولا - أنه قد يكون تحقق السبب المحتمل قيامه مقام الشرط عند انتفائه موافقا للأصل، وذلك فيما إذا كان عدميا، كما في قولك: إن لم يكرمك زيد فأهنه، فأكرمه زيد، نشك في أن عدم مدح زيد إياه - أيضا - سبب للإهانة، (وأنه على تقدير كونه سببا هل هو مدحه، أو لم يمدحه)؟ فلا يجري الأصل في نفي عدم المدح بالضرورة.
وثانيا - أن الجزاء قد يكون من الأمور العدمية، فيكون تحققه موافقا للأصل، لا انتفاؤه كما في قوله عليه السلام: «إذا بلغ الماء قدر كر لم ينجسه شيء» (1).
لا يقال: إنا نستفيد في تلك الموارد - مما علق فيها العدم على أمر وجودي - وجود المقتضي لقلب ذلك الجزاء العدمي إلى ما يقتضيه، وإن ذلك الأمر الوجودي من موانع ذلك المقتضي، فإذا فرض انتفاؤه وشككنا في قيام شيء آخر مقامه ننفيه (2) بالأصل، فيثبت به عدم المانع من المقتضي المذكور، فيؤثر حينئذ أثره، وهو نقيض الجزاء، ففي المثال المذكور نستفيد أن الملاقاة مع شيء نجس مقتض للتنجس وأن الكرية مانعة منه، فإذا انتفى الكرية وشككنا في قيام مانع آخر منه مقامه ننفيه بالأصل، فيؤثر المقتضي أثره.
لأنا نقول: إن الاقتضاء ليس حكما شرعيا ثابتا للشيء، وإنما هو صفة ثابتة (3) له، وليس هناك عموم دليل أو إطلاق (3) يؤخذ به في مورد الشك، فهو بمجرده لا يترتب عليه المقتضى - بالفتح - وهو التنجس في المثال المذكور،

(١) الكافي ٣: ٢ / كتاب الطهارة / باب الماء الذي لا ينجسه شيء / ح: 1 و 2، وفيه اختلاف يسير.
(2) في النسخة (أ) فينفيه...
(3) في النسخة (أ) (تامة)، والصحيح ما أثبتناه.
(4) في النسخة (أ) (إطلاقه...) والأقوم ما أثبتاه.
(١٦٩)
مفاتيح البحث: السب (1)، الطهارة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377