تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١١٥
- لظهورها في حرمة ترتيب الآثار - فهاتان الروايتان إنما تفيدان ذلك الذي استظهرناه، لا [أكثر] (1)، فافهم.
ثم إن في قول صاحب الفصول - مع أن الظاهر اختصاص المنع بالنكاح الصحيح دون الفاسد وهو غير حاصل حال المنع - ما لا يخفى على المتأمل، فإن منعه إنما هو يتعلق بما لا يصلح للاتصاف بالصحة والفساد شرعا، وهو نفس إيجاد العقد لا تخصيص الصحيح، ومعه يتحقق العصيان مع إيجاد الفاسد أيضا، وهذا الإشكال منه نظير الإشكال الذي أورد [ه‍] بعض في النذر والأيمان والعهود على ترك شيء من العبادات في موارد انعقادها، من أن متعلقها إنما هو الصحيح، ومعها يمتنع وقوع الصحيح من المكلف، فيمتنع في حقه الحنث بفعل ما نذر أو حلف على تركه.
والجواب عنه عرفت - أيضا - والعجب منه - قدس سره - أنه قد أجاب عن ذلك الإشكال في غير هذا الموضع، ولم يلتفت إليه فيه.
وكيف كان، فملخص ما حققناه إلى هنا: أن النهي مقتض للفساد في العبادات دال عليه استلزاما - كما عرفت - فيصح أن يقال: إنه دال عليه لغة، حيث إن الفساد من لوازم مدلوله اللغوي، وأما في المعاملات فلا يدل عليه بالدلالة الالتزامية اللغوية، لأنه ليس من لوازمه مطلقا بحيث يدور مداره، وإنما هو من لوازمه على بعض الوجوه، وهو ما إذا تعلق بنفس الآثار كما عرفت.
ومما حققنا يظهر الجواب عن سائر الأقوال - في المسألة - فلا نطيل الكلام بالتعرض إلى أدلتها والجواب عن كل منها مستقلا، فتدبر.
وبذلك يظهر الكلام في سائر الروايات المستدل [بها] في المقام.

(1) في النسخة المستنسخة: (لا أنهما)، والظاهر أنه من خطأ الناسخ، وقد صححنا العبارة بما في المتن.
(١١٥)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (3)، النهي (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377