تقريرات آية الله المجدد الشيرازي - المولى علي الروزدري - ج ٣ - الصفحة ١٠٤
ثم الظاهر من النواهي المتعلقة بالعناوين (1) الخاصة من المعاملات - كالبيع والصلح والطلاق والعتق والظهار وأمثالها - إنما هو حرمة تلك العناوين بما هي تلك العناوين، لا بعنوان كونها فعلا، فإن أسبابها - التي هي معروضة لهيئة أخرى - ظاهرة في ذلك جدا.
ثم الظاهر منها ابتداء إنما هو حرمة تلك العناوين لذاتها، لأن النهي عن كل شيء ظاهر في مبغوضية ذات ذلك الشيء دون شيء آخر يرتبط [به] (2).
إلا أن الذي يقتضيه النظر في النواهي الشرعية المتعلقة بتلك العناوين إنما هو ظهورها في حرمة تلك العناوين لترتيب مسبباتها عليها، فموضوع الحرمة هو إيجاد تلك العناوين لترتيب تلك المسببات عليها، ومنشأ المعهودية إنما هو أن أهل العرف والعادة يقصدون بفعل تلك العناوين دائما أو غالبا ترتيب تلك الآثار عليها والتوصل بها إليه، وغرضهم الأهم من فعلها إنما هو هذا لا غير، فهذا صار موجبا لمعهودية ما ذكر من بين وجوه وقوع تلك العناوين في الخارج، فيحمل عليه النواهي الشرعية، ولما كان الغالب في تلك النواهي أن علة النهي إنما هي مبغوضية ترتيب تلك الآثار - دون مبغوضية ذوات الأسباب، بل لم نجد منها ما كان على غير هذا الوجه - يكون (3) تلك النواهي عرفية كاشفة عن ترتيب (4) تلك الآثار شرعا ونفسا أيضا.
ثم إنها لما كانت في مقام إمضاء المعاملات العرفية المتعارفة بينهم وردها - من غير سبق رد أو إمضاء من الشارع فيها - تكون (5) مقتضية لفساد متعلقاتها،

(1) في النسخة المستنسخة: المتعلقة على العناوين..
(2) في النسخة المستنسخة: يرتبط إليه..
(3) في النسخة المستنسخة: فيكون..
(4) كذا في النسخة المستنسخة، والصحيح: كاشفة عن مبغوضية ترتيب..
(5) في النسخة المستنسخة: فيكون..
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اجتماع الأمر والنهي 5
2 مسألة دلالة النهي على الفساد 69
3 في المفاهيم 135
4 في تداخل الأسباب 197
5 [في القطع] 221
6 في المراد من المكلف في عبارة الشيخ (ره) 221
7 في وجه حصر مجرى الأصول 227
8 في بيان المراد من الحجة في باب الأدلة الشرعية 235
9 في القطع الموضوعي والطريقي 247
10 في تصوير وجوه مخالفة القطع 271
11 في حكم التجري 273
12 في وجه قبح التجري 281
13 محاكمة الأخباري في عدم اعتماده على بعض أقسام القطع 301
14 في قطع القطاع 307
15 في أن المعلوم إجمالا كالمعلوم تفصيلا 312
16 في كفاية الموافقة الإجمالية وعدمها 313
17 في كفاية الموافقة الإجمالية في العبادات وعدمها 322
18 في لزوم مراعاة مراتب الامتثال 346
19 في إمكان التعبد بالظن وعدمه 351
20 في وجوه استحالة التعبد بالظن وأجوبتها 353
21 في تصوير مصلحة السلوك وغيره في حل الإشكال 359
22 في تصوير الإشكال من ناحية المكلف والمكلف والجواب عنه 363
23 في تصوير الانحلال في التعبد بالظن على مسلك السلوك 366
24 في أن الأمر بالسلوك مولوي أو إرشادي 367
25 في آثار الالتزام بمسلك السلوك 369
26 في وقوع التعبد بالظن 377