أن تكون أخلاق محمد (صلى الله عليه وآله) كأخلاق أبي طالب، وتكون أخلاق علي (عليه السلام) كأخلاق أبي طالب أبيه، ومحمد (عليه السلام) مربيه، وأن يكون الكل شيمة واحدة، وسوسا (1) واحدا، وطينة مشتركة، ونفسا غير منقسمة ولا متجزئة، وأن لا يكون بين بعض هؤلاء وبعض فرق ولا فضل، لولا أن الله تعالى اختص محمدا (صلى الله عليه وآله) برسالته، واصطفاه لوحيه، لما يعلمه من مصالح البرية في ذلك، ومن أن اللطف به أكمل، والنفع بمكانه أتم وأعم.
فامتاز رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك عمن سواه، وبقي ما عدا الرسالة على أمر الاتحاد، وإلى هذا المعنى أشار (صلى الله عليه وآله) بقوله: " أخصمك بالنبوة؛ فلا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع " وقال له أيضا: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " فأبان نفسه منه بالنبوة، وأثبت له ما عداها من جميع الفضائل والخصائص مشتركا بينهما (2).
3950 - شرح نهج البلاغة - في ذكر كلام أبي جعفر الحسني في الأسباب التي أوجبت محبة الناس لعلي (عليه السلام) -: كان أبو جعفر لا يجحد الفاضل فضله، والحديث شجون.
قلت له [أبي جعفر] مرة: ما سبب حب الناس لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وعشقهم له، وتهالكهم في هواه؟ ودعني في الجواب من حديث الشجاعة والعلم والفصاحة، وغير ذلك من الخصائص التي رزقه الله سبحانه الكثير الطيب منها.
فضحك وقال لي: كم تجمع جراميزك (3) علي!