الأخاذة، ومعانيه التي لا تنسى، كي يصدع مرة أخرى بذلك البلاغ الخطير، بأسلوب أوضح، حتى يعود المسلمون إلى ديارهم ومواطن سكناهم وفي أفئدتهم صدى الكلمات التي سمعوها في خطاب الرسول، وفي ضمائرهم والعقول يستقر ذلك البلاغ الخطير.
هل لعقل أن يفهم من المشهد غير هذا؟ وهل ثم عقل يسيغ تلك التوجيهات والدعاوى الواهية التي ساقوها من حول الواقعة! ﴿إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد﴾ (1).
ب: القرائن في الواقعة نفسها 1 - نزول الآيتين لا جدال في أن الآيتين (3) و (67) من سورة المائدة نزلتا بشأن واقعة الغدير، فقد نزل الأمر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالبلاغ (الآية: 67) فأعد له ذلك المشهد المهيب الذي تجمعت فيه آلاف الألوف، حتى إذا ما انتهى النبي من البلاغ، ومن قوله:
" من كنت مولاه فعلي مولاه " نزلت الآية الأخرى وهي تتحدث عن إكمال الدين وتمام النعمة.
هذه حقيقة وثقت لها كثرة كبيرة من الروايات والأخبار بحيث لم يعد فيها أدنى شك. والسؤال: لقد نزلت الآية (67) وهي تحتم على النبي (صلى الله عليه وآله) إبلاغ أمر إذا ما تخلف عنه فكأنه لم يبلغ الرسالة بالمرة، كما تشير إلى أن ما ينبغي إبلاغه لهو من الخطورة بحيث يبعث الخيفة والتوجس، ويثير خصومة المعاندين وعداوتهم؛ فهل يتسق هذا كله والزعم أن الآية نزلت بشأن شيء من الشرائع