" إنكن صويحبات يوسف إذا مرض عصرتن أعينكن، وإذا صح ركبتن عنقه... ".
فرمقه الرسول وصاح به.
" دعوهن فإنهن خير منكم... ".
وبدا صراع رهيب بين القوم، وكادت أن تفوز الجبهة التي أرادت تنفيذ ما أمر به الرسول (ص)، فانبرى أحدهم فسدد سهما لما رامه النبي (ص) وأفسد عليه ما أراد قائلا:
" ان النبي ليهجر... " (1) لقد أنستهم الأطماع السياسية مقام النبي (ص) الذي زكاه الله وعصمه من الهجر وغيره مما ينقص الناس.
ألم يسمعوا كلام الله يتلى عليهم في آناء الليل وأطراف النهار، وهو يعلن تكامل النبي (ص) وتوازن شخصيته، قال تعالى: " ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى " وقال تعالى: " انه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين وما صاحبكم بمجنون ".
لقد وعى القوم آيات الكتاب في حق نبيهم لم يخامرهم شك في عصمته وتكامل شخصيته، ولكن الأطماع السياسية دفعتهم إلى هذا الموقف الذي يحز في نفس كل مسلم، وكان ابن عباس إذا ذكر هذا الحادث الرهيب