نبيا، ثم اطلع الثانية فاختار من الخلائق عليا فزوجك إياه، واتخذه لي وصيا، فهو أشجع الناس قلبا، وأحلم الناس حلما، وأسمح الناس كفا، وأقدمهم سلما، وأعلمهم علما، وفي القيامة لواء الحمد بيده وينادي المنادي: يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك علي.
قال المنصور: فلما قلت هذا الحديث له أعطاني ثلاثين ثوبا وعشرة آلاف درهم.
فقال لي: إذا كان غدا فأت مسجد آل فلان كي ترى حال مبغض علي (رض).
قال: فطالت علي تلك الليلة شوقا إلى رؤيته، فلما أصبحت أتيت المسجد، فقمت في الصف الأول والى جنبي شاب متعمم، فذهب ليركع سقطت عمامته، فنظرته فإذا رأسه رأس خنزير، وسلم الامام فقلت له خفيا: ويلك ما الذي أراه به؟
فبكى، فأدخلني في داره.
فقال: إنه كان مؤذنا، ففي كل يوم يلعن عليا (كرم الله وجهه) ألف مرة، وفي يوم الجمعة يلعنه أربعة آلاف مرة، ونام في الدكان الذي أراه، فرأى في منامه كأنه في الجنة وفيها النبي (ص) وعلي والحسن والحسين (رضي الله عنهم) والحسنان يسقيان الجماعة، فطلب الماء منهما فلم يعطه أحد منهما، ثم شكا له النبي (ص) منهما، فقال الحسين:
يا جدا إن هذا الرجل كان يلعن والدي كل يوم ألف مرة، وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرة.
فقال النبي (ص): أنت تلعن عليا، وعلي مني؟ وتفل في وجهه وطرده برجله، وقال: غير الله ما بك من نعمة.