الباب التاسع والتسعون في إيراد الكلمات الحكمية والمقالات الروحية والجواهر القدسية والمعارف الربانية من المواعظ والنصائح والوصايا لأمير المؤمنين وإمام المتقين مولانا ومولى الثقلين ليث بني غالب علي بن أبي طالب (سلام الله وتحياته وبركاته عليه وعلى أولاده الأئمة الهداة من أهل البيت الطيبين أبدا سرمدا) (1) في نهج البلاغة من خطبته (سلام الله عليه):
عباد الله إن من أحب عباد الله إليه عبدا أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه، وأعد القرى ليومه النازل به، فقرب على نفسه البعيد، وهون الشديد، نظر فأبصر، وذكر فاستكثر، وارتوى من عذب فرات سهلت له موارده، فشرب نهلا، وسلك سبيلا جداد، قد خلع سرابيل الشهوات، وتخلى عن الهموم إلا هما واحدا انفرد به، فخرج من صفة العمى ومشاركة أهل الهوى، وصار من مفاتيح أبواب الهدى، ومغاليق أبواب الردى، قد أبصر طريقه، وسلك سبيله، وعرف مناره، وقطع غماره، واستمسك من العرى بأوثقها، ومن الحبال بأمتنها فهو من اليقين على مثل ضوء الشمس، قد نصب نفسه لله سبحانه مصباح ظلمات، كشاف عشوات،