أغار (1) المدينة المنورة (2) (بجيش) وأخاف أهلها (انتهى).
والحديث الذي (ذكره) رواه مسلم، أنه وقع (3) من ذلك الجيش من القتل والفساد العظيم والسبي وإباحة المدينة ما هو مشهور حتى فض نحو ثلاثمائة بكر، وقتل من الصحابة نحو ذلك، ومن قراء القرآن نحو سبعمائة نفس، وأبيحت المدينة المنورة (4) أياما، وبطلت الجماعة من المسجد النبوي أياما، وأخيف أهل المدينة أياما، فلم يمكن لاحد أن يدخل المسجد (5) حتى دخلتها الكلاب (والذئاب) وبالت على منبره (ص) تصديقا لما أخبر به النبي (ص).
ولم يرض أمير هذا (6) الجيش إلا بأن يبايعوه ليزيد على أنهم عبيد (7) له إن شاء باع وإن شاء أعتق، فذكر له بعضهم البيعة على كتاب الله وسنة رسول الله (8) فضرب عنقه، وذلك في قصة (9) الحرة.
ثم سار جيشه (هذا) نحو مكة (10) إلى قتال ابن الزبير فرموا الكعبة المكرمة (11) بالمنجنيق، وأحرقوا كسوتها (12) بالنار " فأي شئ أعظم من هذه القبائح التي