صحيحه من حديث قتادة عن أنس - رضي الله تعالى عنه -: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وإلى قيصر وإلى النجاشي وليس بالنجاشي الذي صلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس هو أصحمة الذي أسلم على يد جعفر، وأكرم أصحابه كما سبق في حديث أنس.
واختلف في إسلام هذا فاختار ابن سعد وغيره أنه أسلم وخالفهم ابن حزم، قال ابن القيم: قال أبو محمد بن حزم: إن هذا النجاشي الذي بعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن أمية لم يسلم، والأول اختيار ابن سعد وغيره، والظاهر قول ابن حزم.
وروى الشيخان عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر، وإلى النجاشي، وإلى كل جبار، يدعوهم إلى الله تعالى، وليس بالنجاشي الذي صلي عليه.
وروى الإمام أحمد والطبراني بسند جيد عن جابر - رضي الله تعالى عنه - قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل أن يموت إلى كسرى وقيصر، وإلى كل جبار.
وروى ابن عبد الحكم في الفتوح والبيهقي في الدلائل عن ابن إسحاق قال: حدثنا الزهري قال: حدثنا أسقف من النصاري قد أدرك ذلك الزمان قال: لما قدم دحية الكلبي بن خليفة على هرقل بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فأسلم تسلم واسلم يؤتك الله أجرك مرتين فإن أبيت فإن إثم الكارين عليك فلما انتهى إليه كتابه وقرأه أخذه فجعله بين فخذه وخاصرته ثم كتب إلى رجل من أهل روميه كان يقرأ من العبرانية ما يقرأ يخبره مما جاءه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم فكتب إليه أنه النبي المنتظر لا شك فيه فاتبعه فأمر بعظماء الروم فجمعوا له في دسكرة ملكه ثم أمر بها فاشرجت عليهم واطلع عليهم من علية له وهو منهم خائف فقال: يا معشر الروم إنه جاءني كتاب أحمد وإنه والله للنبي الذي كنا ننتظر ونجد ذكره في كتابنا نعرفه بعلاماته وزمانه فاسلموا واتبعوه تسلم لكم دنيا كم وآخرتكم فنخروا نخرة رجل واحد وابتدروا أبواب الدسكرة فوجدوها مغلقة دونهم فخافهم فقال: ردوهم علي فكرهم عليه فقال لهم: يا معشر الروم إنما قلت لكم هذه المقالة أغمز لأنظر كيف صلابتكم في دينكم فلقد رأيت منكم ما سرني فوقعوا له سجدا ثم فتحت لهم أبواب الدسكرة فخرجوا.
وقال الإمام أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم في فتوح مصر: لما كانت سنة ست من الهجرة ورجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية، بعث إلى الملوك، قام ذات يوم على المنبر، فحمد الله تعالى، وأثنى عليه وتشهد ثم قال: أما بعد، فإني أبعث