وروي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسمائة حديث وستة وثمانون حديثا. اتفق البخاري ومسلم منها على عشرين، وانفرد البخاري بتسعة، ومسلم بخمسة عشر، قال ابن المسيب: ما كان أحد يقول: سلوني غير علي، قال ابن عباس: أعطي علي تسعة أعشار العلم، ووالله لقد شاركهم في العشر الباقي.
فإذا ثبت لنا الشئ الباقي عن علي لم نعدل عنه إلى غيره، ولي الخلافة خمس سنين، وقيل إلا شهرا، بويع له على الخلافة في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين ا. ه.
وروى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بعجة بن عبد الله الجهني - رضي الله تعالى عنه - قال: تزوج رجل امرأة من جهينة، فولدت له غلاما لستة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان فأمر برجمها، فبلغ ذلك عليا فأتاه فقال: ما تصنع؟ قال: ولدت غلاما لستة أشهر، وهل يكون ذلك؟
قال علي أما سمعت الله تعالى يقول: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) [الأحقاف 15] وقال (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) [البقرة 233] فكم تجد بقي إلا ستة أشهر؟
فقال عثمان: والله ما فطنت لهذا، علي بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها، وكان من قولها لأختها:
يا أخية، لا تحزني فوالله، ما كشف فرجي أحد قط غيره قال: فشب الغلام بعد فاعترف به الرجل، وكان أشبه الناس به قال: فرأيت الرجل بعد يتساقط عضوا عضوا على فراشه.
وروى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، قال: رفع إلي عمر امرأة ولدت لستة أشهر، فسأل عنها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال علي: لا رجم عليها ألا ترى أنه يقول: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) [الأحقاف 15] وقال: (وفصاله في عامين) [لقمان 14] وكان الحمل ههنا ستة أشهر، فتركها عمر قال: ثم بلغنا أنها ولدت آخر لستة أشهر.
وروى سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مكحول وسعيد بن منصور وابن مردويه وأبو نعيم في - الحلية - عنه عن علي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر وابن النجار عن بريدة وأبو نعيم من طريق آخر عن علي في قوله تعالى: (وتعيها أذن واعية) [الحاقة 12] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زاد بريدة " يا علي، إن الله تعالى أمرني أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تعي وحق لك أن تعي، سألت ربي أن يجعلها أذنك، قال مكحول: وكان علي يقول: ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا فنسيته زاد بريدة فنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية) [الحاقة 12].