وروى أبو بكر بن أبي خيثمة عن السائب بن يزيد عن خالته قالت: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبين يديه طبق خوص، فيه خبز وقديد، قالت: فلما فرغ انحرف إلى فخارة فتوضأ منها، فابتدرنا وضوءه، فمنا من مضمض، ومنا ما سكب على وجهه.
وروى أبو الحسن بن الضحاك عن عتبة بن غزوان رضي الله تعالى عنه قال: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لنا طعام إلا أوراق الشجر، حتى تقرحت أشداقنا.
وروى الإمام أحمد عن أسماء بنت عميس، وكانت صاحبة عائشة التي خبأتها فأدخلتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة، فما وجدنا عنده إلا قوتا، إلا قدحا من لبن، فتناول فشرب منه، ثم ناوله عائشة فاستحيت منه، فقلت: لا تردي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته فشربته، ثم قال:
(ناولي صواحبك)، فقلت: لا نشتهيه، فقال: (لا تجمعن كذبا وجوعا)، فقلت: إن قالت إحدانا لشئ تشتهيه لا أشتهي، أيعد ذلك كذبا؟ فقال: (إن الكذب يكتب كذبا، حتى الكذيبة تكتب كذيبة) (1).
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
الرغبة: براء مفتوحة، فغين معجمة ساكنة، فموحدة مفتوحة، فتاء تأنيث: الحرص على الشئ، والطمع فيه، والرغبة والسؤال والطلب.
الرزق: براء مكسورة، فزاي ساكنة، فقاف: ما ينتفع به.
المائدة: سيأتي الكلام عليها مبسوطا.
الرداء: براء مكسورة، فدال مهملة، فألف، فهمزة وهو ممدود: الثوب يجعله الإنسان على عاتقيه، وبين كتفيه فوق ثيابه.
الإزار: بهمزة مكسورة فزاي فألف فراء: الملحفة.
الأرملة: بهمزة مفتوحة فراء ساكنة فميم فلام مفتوحتين فتاء تأنيث: التي مات زوجها غنية كانت أو فقيرة.
الفخارة: بفاء مفتوحة، فخاء معجمة، فراء: الجرة.
ابتدرنا: بهمزة وصل فموحدة، فمثناة فوقية، فدال مهملة: عاجلنا.
تقرحت أشداقنا: بمثناة فوقية، فقاف، فراء، فحاء مهملتين، تخرقت.
القدح: بقاف فدال مفتوحتين، فحاء مهملة: آنية تروي الرجلين، أو اسم جمع يجمع الصغار والكبار.