وروى ابن المبارك عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس للأكل محتفزا (1).
وروي أبو داود الطيالسي عن ابنة خباب أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة فاعتقها فحلبها، وقال: " ائتني بأعظم إناء لكم " فأتيناه بجفنة العجين، فحلب فيها حتى ملأها، قال: " اشربوا أنتم وجيرانكم " (2).
وروي أبو الحسن بن الضحاك عن عبد الله بن عبد العزيز العمري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما استكفى أهله من شئ لم يكن يستكفيهم صب الوضوء لنفسه، وإعطاء المسكين بيده، ويكفيهم إجانة الثياب.
وروى أبو الشيخ عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قلت يا رسول الله كل جعلني الله فداك متكئا، فإنه أهون عليك، قال: " آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد " (3).
وروي الإمام البخاري في الأدب، وفي الصحيح عن أنس قال: ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم ولد، والنبي صلى الله عليه وسلم في عباءة يهنأ بعيرا له.
وروي الإمام أحمد، والشيخان، وأبو الشيخ عن الأسود بن يزيد قال: سألت عائشة رضي الله تعالى عنها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان بشرا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته ويخيط ثوبه، ويخدم نفسه، ويخصف نعله، ويعمل ما تعمل الرجال في بيوتهم، ويكون في مهنة أهله، يعني خدمة أهله، فإذا سمع المؤذن خرج إلى الصلاة (4).
وروي ابن سعد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم سعدا فقال عنده، فلما أبردوا جاؤوا بحمار لهم عربي قطوف قال: فغطوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بقطيفة عليه، وركب، فأراد سعد أن يردف ابنه خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرد الحمار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن كنت باعثه فاحمله بين يدي "، قال: بل خلفك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أهل الدابة هم أولى بصدرها "، فقال سعد: لا أبعثه معك، ولكن رد الحمار، قال: " فنرده وهو هملاج فريغ لا يسابق " (5).