وروى أبو الحسن بن الضحاك عن أبي محمد عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم البغوي رحمه الله تعالى قال: رأيت بمعدموق وهو حصن قرب مدينة صور على الساحل سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة بردة للنبي صلى الله عليه وسلم وهي على صبي من ولد مبرور الأذري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي ألوان مسمرة نظيفة، ذكروا أن النجاشي كان أهداها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكساه إياها، وقد تقطع بعضها، وذكروا أن رجلا من الولادة أراد أخذها، فأدخلت في مطمورة تحت الأرض، فتقطعت، وإلا كانت صحيحة، وألوانها بحسنها، ولا ندري من أي شئ هي إن كانت قطنا أو وبرا أو حريرا، وما حقيقة الثوب.
تنبيهان الأول: قال الإمام سراج الدين بن الملقن وتلميذه الحافظ كلاهما في شرح البخاري:
ذكر الواقدي رحمه الله تعالى أن طول رداء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ستة أذرع في عرض ثلاثة أذرع، وطول إزاره أربعة أذرع وشبران في ذراع وشبر، كان يلبسها في الجمعة والعيدين، قالا:
ووقع في شرح الأحاكم لابن بريدة ذرع الرداء كالذي ذكره الواقدي في ذرع الإزار، قال الحافظ رحمه الله تعالى: لابن والأول أولى انتهى.
وروى ابن سعد عن عروة بن الزبير رضي الله تعالى عنه أن طول رداء النبي صلى الله عليه وسلم أربعة أذرع، وعرضه ذراعان وشبر.
وروى ابن عدي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس رداء مربعا.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
قطري: بكسر القاف وسكون الطاء وقد تخفف. ومع التخفيف: هو ضرب من البرود فيه حمرة، لها أعلام، فيها بعض الخشونة، وفسره بعضهم بأنه غليظ من قطن.
الملحفة الإزار: بهمزة مكسورة فزاي فألف فراء: الملحفة الملبدة، عظلة ساقه.
الخميصة: بفتح الخاء والمعجمة، وبالصاد المهملة: ثوب بعلم من خز أو صوف.
انبجانية أبي جهم.
الشملة: بشين معجمة، وميم: كساء أصفر من القطيفة يتشح بها.