وروى الترمذي عن أبي طالوت (1) قال: دخلت على أنس وهو يأكل قرعا، وهو يقول:
يا لك من شجرة ما أحبك إلا لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياك (2).
وروى الإمام أحمد وابن شيبة والنسائي وأبو بكر بن أبي خيثمة عن أبي حكيم جابر بن مشرق ويقال له جابر بن طارق رضي الله تعالى عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده الدباء تقطع، فقلت: ما هذا؟ فقال: (نكثر به طعامنا) (3).
وروى الإمام أحمد وأبو بكر بن أبي خيثمة عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: كان أعجب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الدباء (4).
وروى أبو الحسن بن الضحاك عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عائشة: إذا طبخت فأكثري فيه الدباء فإنه يشد قلب الحزين)، ورواه أبو بكر الشافعي من طريق آخر.
وروى ابن سعد عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: إذا كان عندنا دباء آثرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى الديلمي عنه أيضا قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من أكل الدباء فقال: (إنه يكثر دهن الدماغ، ويزيد في العقل) (5).
الخامس: في أكله صلى الله عليه وسلم السلق مطبوخا مع الزيت، والفلفل، والتوابل، ودقيق الشعير.
روي عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنه قال: كنا نفرح بيوم الجمعة، قلنا: لم؟ قال: كانت لنا عجوز ترسل إلى بضاعة فتأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر وتكركر عليه حبات من شعير، والله ما فيه لحم ولا ودك فإذا صلينا الجمعة انصرفنا.
وروى الترمذي عن أم المنذر رضي الله تعالى عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي رضي الله تعالى عنه ولنا دوال معلقة فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل وعلي يأكل معه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: (مه يا علي، فإنك ناقة) فجلس علي رضي الله تعالى عنه والنبي صلى الله عليه وسلم يأكل، فجعلت لهم سلقا وشعيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا علي من هذا، فأصب، فإنه أوفق لك).