فقال: فمات وهو ابن ثمانين، ومشاب، قال: وبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في بئرها.
قال المطري: إن ابن زبالة رحمه الله تعالى ذكر عدة آبار أتاها النبي صلى الله عليه وسلم، وشرب منها، وتوضأ لا يعرف الآن شئ منها.
قال: ومن جملة ما ذكر بئر بالحرة الغربية في آخر منزله السقيا، ومنها بئر آخرى، [إذا] وقفت على جادة الطريق كانت السقيا على يسارك، وهذه عن يمينك بعيدة عن الطريق في سند من الحرة، قد حوط حولها بناء مجصص، لم يزل أهل المدينة يتبر كون بها، ويشربون من مائها، وينقل إلى الآفاق منها كما ينقل من ماء زمزم، ويسمونها زمزم أيضا لبركتها، ولم أعلم أحدا ذكر فيها أثرا يعتمد عليه.
السادسة: بئر البصة بضم الموحدة وبالصاد المهملة.
قال المجد اللغوي (1): إنها مشددة، قال السيد رحمه الله تعالى: الدائر على ألسنة أهل البلد تخفيفها.
قال المجد رحمه الله تعالى كأنه من بص الماء بصا إذا رشح قال: وإن روي بالتخفيف فمن وبعص يبص وبصا وبصة كوعد يعد وعدا أو عدة، ومن وبص لي من المال أي أعطاني.
روى ابن زبالة، وابن عدري من طريقه عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الشهداء وأبناءهم ويتعاهد عيالاتهم، قال: فجاء يوما أبا سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه فقال: هل عندك من سدر أغسل به رأسي فإن اليوم الجمعة؟ قال:
نعم، فأخرج له سدرا، وخرج معه إلى البصة، فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، وصب غسالة رأسه ومراقة شعره في البصة.
قال ابن النجار (2) رحمه الله تعالى: وهذه البئر قريبة من البقيع على طريق الماضي إلى قباء.
السابعة بئر بضاعة بضم الموحدة على المشهور، وحكي كسرها، وبفتح الضاد