وقال أبو بكر ابن أبي شيبة (1) عن وكيع عن سفيان عن حبيب عن أبي البختري قال لما كان يوم صفين واشتد الحرب دعا عمار بشربة لبن فشربها وقال: إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لي: آخر شربة تشربها من الدنيا شربة (من) لبن.
وعن أبي يزيد (عن محمد بن يحيى) (2) عن محمد بن عبد الرحمان عن أبيه عن جدته أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لما بنى رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مسجده بالمدينة أمر باللبن فقرب ما كان يحتاج إليه ثم قام فوضع رداءه فلما رأى ذلك المهاجرون والأنصار ألقوا أرديتهم وأكسيتهم وجعلوا يرتجزون ويعملون ويقولون (3):
لئن قعدنا والنبي يعمل * فإن ذاك العمل المضلل (4) قالت: وكان عثمان (بن عفان) رجلا نظيفا (متنظفا) وكان يحمل اللبنة فيجافي بها عن ثوبه وإذا وضعها نفض بكفيه ونظر إلى ثوبه فإن أصابه تراب نفضه فنظر إليه علي عليه السلام ثم أنشأ يقول:
لا يستوي من يعمر المساجدا * يدأب فيها راكعا وساجدا وقائما 80 / أ / طورا قاعدا * ومن يرى عن التراب حائدا فسمعها عمار بن ياسر فجعل يرتجزها وهو لا يدري من يعني (بها) فسمعه عثمان فقال: يا ابن سمية ما أعرفني بمن تعرض؟ و (كان) معه جريدة فقال: لتكفن أو لأعترضن بهذه الجريدة وجهك!!!