وابن الزبير أيضا قد نزل بها ولزم جانب الكعبة، ولم يزل قائما يصلي عندها عامة النهار ويطوف جانبا من الليل، ومع ذلك يأتي الحسين ويجلس إليه وقد ثقلت وطأة الحسين على ابن الزبير، لأن أهل الحجاز لا يبايعونه ما دام الحسين بالبلد، ولا يتهيأ له ما يطلب منهم مع وجود الحسين (1).
ولما بلغ أهل الكوفة موت (2) معاوية وامتناع (3) الحسين وابن عمر وابن الزبير من البيعة وأن الحسين سار إلى مكة اجتمعت الشيعة في منزل سليمان بن صرد (4) بالكوفة وتذاكروا أمر الحسين ومسيره إلى مكة، قالوا: نكتب إليه يأتينا الكوفة، فكتبوا إليه كتبا من رؤسائهم من سليمان بن صرد ومن المسيب بن نجبة (5) ورفاعة بن شداد وحبيب بن مظاهر وشبث بن ربعي ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم (6) وعروة (7) بن قيس وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمر التميمي (8)