مثير الأحزان - ابن نما الحلي - الصفحة ١١
فخذه الأيسر ولده إبراهيم بن مارية بنت شمعون القبطية تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا إذ هبط إليه جبرئيل بوحي من رب العالمين فلما سرى عنه روعة الوحي قال أتاني جبرئيل (ع) من ربي فقال يا محمد ان الله يقرء عليك السلام ويقول لست اجمعهما لك قال فأفدى أحدهما بصاحبه فنظر النبي إلى إبراهيم فبكى ونظر إلى الحسين فبكى ثم قال إن إبراهيم أمه أمة ومتى مات لم يحزن عليه غيري وأم الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي ولحمي ودمي ومتى مات حزنت عليه ابنتي وحزن ابن عمى وحزنت انا عليه وانا أؤثر حزني على حزنهما فقلت يا جبرئيل يقبض إبراهيم فقد فديته للحسين به فقبض بعد ثلاث فكان صلى الله عليه وآله إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال فديت من فديته بابني إبراهيم ونقلت من اخبار تاريخ البلاذري حدث محمد بن يزيد المبرد النحوي في اسناد ذكره قال انصرف النبي (ص) إلى منزل فاطمة فرآها قائمة خلف بابها فقال ما بال حبيبتي هاهنا فقالت ابناك خرجا غدوة وقد غبي علي خبرهما فمضى رسول الله (ص) يقفو آثارهما حتى صار إلى كهف جبل فوجدهما نائمين وحية مطوقة رأسهما فاخذ حجرا واهوى إليها فقالت السلام عليك يا رسول الله والله ما نمت عند رأسهما إلا حراسة لهما فدعا لها بخير ثم حمل الحسن على كتفه اليمنى والحسين على كتفه اليسرى فنزل جبرئيل فاخذ وحمله فكانا بعد ذلك يفتخران فيقول
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست