ورجلا من بلقين (1) إلى البصرة ليكتبا إليه (2) بالأخبار ويفسدا على الحسن (عليه السلام) الأمور (3) ويغيرا عليه قلوب الناس، فعرف بهما الحسن (عليه السلام) فأخذهما وقتلهما وكتب إلى معاوية: أما بعد، فإنك دسست الرجال [للاحتيال والاغتيال] وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء، ولو ترى العافية وما أوشك (4) في ذلك فتوقعه إن شاء الله تعالى (5).
فلما بلغ معاوية كتابه وقتله الرجلين سار بنفسه إلى العراق (6) وتحرك الحسن وبعث حجر بن عدي واستنفر (7) الناس للقتال، فتثاقلوا عنه ثم خف (8) معه أخلاطا من الناس بعضهم من شيعته وشيعة أبيه (عليه السلام) وبعضهم من المحكمة (9) الذين يؤثرون (10) القتال - قتال معاوية - بكل حيلة (11)، وبعضهم من أصحاب طمع في الغنائم، وبعضهم