خطبه ولم يكن لأمير المؤمنين عذر في ذلك، فقال لهم المأمون: شأنكم وذلك متى أردتم فخرجوا من عنده.
واجتمع رأيهم على القاضي يحيى بن أكثم (1) أن يكون هو الذي يسأله ويمتحنه وقرروا ذلك مع القاضي يحيى ووعدوه بأشياء كثيرة متى قطعه وأخجله، ثم عادوا إلى المأمون وسألوه أن يعين لهم يوما يجتمعون فيه بين يديه لمسألته، فعين لهم يوما فاجتمعوا في ذلك اليوم بين يدي أمير المؤمنين المأمون، وحضر العباسيون ومعهم القاضي يحيى بن أكثم، وحضر خواص الدولة وأعيانها من أمرائها وحجابها وقوادها، وأمر المأمون بأن يفرش لأبي جعفر محمد الجواد (عليه السلام) فرشا حسنا وأن يجعل عليه مسورتان (2)، ففعل ذلك، وخرج أبو جعفر فجلس بين المسورتين، وجلس القاضي يحيى مقابله، وجلس الناس في مراتبهم على قدر طبقاتهم ومنازلهم.
فأقبل يحيى بن أكثم على أبي جعفر فسأله عن مسائل أعدها له، فأجاب (3)