الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١٠٤٨
وحكي أنه لما توجه أبو جعفر منصرفا من بغداد إلى المدينة الشريفة خرج معه الناس يشيعونه للوداع فصار إلى أن وصل إلى باب الكوفة عند دار المسيب فنزل هناك مع غروب الشمس، ودخل إلى مسجد قديم مؤسس بذلك الموضع ليصلي فيه المغرب، وكان في صحن المسجد شجرة نبق (1) لم تحمل قط، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل الشجرة [النبقة] وقام يصلي فصلى معه الناس المغرب، فقرأ في الأولى الحمد وإذا جاء نصر الله والفتح، وقرأ في الثانية بالحمد وقل هو الله أحد [وقنت قبل ركوعه فيها وصلى الثالثة وتشهد وسلم] ثم بعد فراغه جلس هنيئة يذكر الله تعالى وقام فتنفل بأربع ركعات وسجد بعدهن سجدتي الشكر، ثم قام فوادع الناس وانصرف فأصبحت النبقة وقد حملت من ليلتها حملا حسنا، فرآها الناس وقد تعجبوا في ذلك غاية العجب ثم ما كان هو أغرب وأعجب من ذلك أن نبقة هذه الشجرة لم يكن لها عجم (2) فزاد تعجبهم من ذلك أكثر وأكثر. وهذا من بعض كراماته الجليلة ومناقبه الجميلة (3).

(١) النبق - بفتح النون وكسر الباء وقد تسكن -: ثمر السدر. انظر النهاية: ٥ / ١٠ مادة " نبق ".
(٢) العجم والعجامة: نوى التمر وما شاكله.
(٣) انظر الكافي: ١ / ٤١١ و ٤١٦ ح ١٢، وإعلام الورى: ٣٣٨، و: ٣٥٤ ط آخر، مناقب آل أبي طالب: ٤ / ٣٩٠، و: ٣ / ٤٨٩ ط آخر، بحار الأنوار: ٥٠ / ٨٩ ح ٤، و: ٨٦ / ١٠٠، الإرشاد:
٢
/ ٢٨٩، و: ٣٦٤ ط آخر، الثاقب في المناقب: ٥١٢ ح ١، الخرائج والجرائح: ١ / ٢٧٨ ح ٨، جامع كرامات الأولياء: ١ / ١٦٨، كشف الغمة: ٢ / ٣٥٣، إثبات الهداة: ٦ / ١٨٣ ح ٢٣، تحف العقول: ٤٥٤، مهج الدعوات لابن طاووس: ٥٨ ح ١٤٧، من لا يحضره الفقيه: ٣ / ٣٩٨ ح ٤٣٩٩، المحجة البيضاء للفيض الكاشاني: ٤ / ٣٠١، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: 287، نور الأبصار: 330، إعلام الورى: 350.
(١٠٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1042 1043 1045 1046 1047 1048 1049 1050 1051 1052 1053 ... » »»
الفهرست