وسيرته ومعاملة آله، وتعظيم أهل بيته وصحابته واجب على كل مؤمن متى ذكر عنده.
أن يخضع ويخشع ويتوقر ويسكن من حركته، فيأخذ في هيبته وإجلاله بما كان يأخذ بعينه (1) لو كان بين يديه، ويتأدب بما أدبنا الله - عز وجل - به).
وقال ابن حبيب: إذا دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ركعتين بين الروضة والمنبر، ثم اقصد القبر من تجاه القبلة وادن منه، ثم سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثن عليه وعليك السكينة والوقار، فإنه - عليه الصلاة والسلام - مسلم (2)، ويعلم وقوفك بين يديه.
وكذا قاله غيره من الأئمة.
قال الحافظ أبو الفرج بن الجوزي: أما زيارة قبره - عليه الصلاة والسلام - فأحضر قلبك لتعظيمه ولهيبته، وأحضر عظيم رتبته في قلبك، واعلم أنه عالم بحضورك وتسليمك.
وهذا الذي قالاه معروف مشهور، لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يغضون أصواتهم في مسجده تعظيما له وتوقيرا.
وفي البخاري: (أن عمر رضي الله عنه قال لرجلين من أهل الطائف: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وكانت عائشة رضي الله عنها إذا سمعت دق الوتد أو المسمار يضرب في بعض الدور المطنبة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ترسل إليهم لا تؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروي أن عليا رضي الله عنه لما عمل مصراعي داره، ما عملهما إلا بالمناصع