فارحل إلى الصفوة من هاشم * واسم بعينك إلى رأسها فقمت فقلت قد إمتحن الله قلبي فرحلت ناقتي ثم أتيت المدينة فإذا رسول الله وصحبه حوله فدنوت فقلت اسمع مقالتي يا رسول الله قال هات فأنشأت أقول:
أتاني نجيبي بعد هدء ورقدة * ولم يك فيما قد بلوت بكاذب ثلاث ليال قوله كل ليلة * أتاك رسول من لؤي بن غالب فشمرت من ذيلي الازار ووسطت * بي الذعلب (1) الوجناء بين السباسب فأشهد أن الله لا رب غيره * وأنك مأمون على كل غائب وأنك أدنى المرسلين وسيلة * إلى الله يابن الأكرمين الأطايب فمرنا بما يأتيك يا خير مرسل * وإن كان فيما جاء شيب الذوائب وكن لي شفيعا يوم لا ذو شفاعة * سواك بمغن عن سواد بن قارب قال ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمقالتي فرحا شديدا حتى رؤى الفرح في وجوههم. قال فوثب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فالتزمه وقال قد كنت اشتهى أن أسمع هذا الحديث منك فهل يأتيك رأيك اليوم قال اما منذ قرأت القرآن فلا ونعم العوض كتاب الله من الجن ثم أنشأ عمر يقول كنا يوما في حي من قريش يقال لهم آل ذريح وقد ذبحوا عجلا لهم والجزار يعالجه إذ سمعنا صوتا من جوف العجل ولا نرى شيئا يا آل ذريح أمر نجيح صائح يصيح بلسان فصيح يشهد أن لا إله إلا الله. وقد روينا خبر سواد هذا من طريق البخاري ثنا يحيى ابن سليمان قال حدثني ابن وهيب قال حدثني عمر أن سالما حدثه عن عبد الله ابن عمر فذكر الخبر أخصر مما سقناه وفى الألفاظ اختلاف. قال السهيلي ولسواد ابن قارب هذا مقام حميد في دوس حين بلغهم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما. قال