وكنت امرأ بالرعب والخمر مولعا * شبابي حتى آذن الجسم بالنهج فبدلني بالخمر خوفا وخشية (1) * وبالعهر إحصانا فحصن لي فرجى فأصبحت همى في الجهاد ونيتي * فلله ما صومي ولله ما حجى وروينا عن زمل بن عمرو العذري قال كان لبنى عذرة صنم يقال له خمام فكانوا يعظمونه وكان في بنى هند بن حرام بن ضبة بن عبد بن كثير بن عذرة وكان سادنه رجلا يقال له طارق وكانوا يعترون عنده فلما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم سمعنا صوتا يقول يا بنى هند بن حرام ظهر الحق وأودى خمام ودفع الشرك الاسلام. قال ففزعنا لذلك وهالنا فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول يا طارق يا طارق بعث النبي الصادق بوحي ناطق صدع صادعة بأرض تهامة لناصريه السلامة ولخاذليه الندامة هذا الوداع منى إلى يوم القيامة. قال زمل فوضع الصنم لوجهه. قال زمل فابتعت راحلة ورحلت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم مع نفر من قومي وأنشدته شعرا قلته:
إليك رسول الله أعملت نصها * أكلفها حزنا وقوزا من الرمل لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلى وأشهد أن الله لا شئ غيره * أدين له ما أثقلت قدمي نعلي. في خبر ذكره وروينا عن ابن هشام ابن بعض أهل العلم حدثه أنه كان لمرداس أبى عباس ابن مرداس السلمي وثن يعبده وهو حجر يقال له ضمار فلما حضر مرداس قال لعباس أي بنى أعبد ضمار فإنه ينفعك ويضرك فبينما عباس يوما عند ضمار إذ سمع من جوف ضمار مناديا يقول:
قل للقبائل من سليم كلها * أودى ضمار وعاش أهل المسجد ان الذي ورث النبوة والهدى * بعد ابن مريم من قريش مهتد أودى ضمار وكان يعبد مرة * قبل الكتاب إلى النبي محمد