يومئذ سبعين ضربة فما عرفته الا أخته عرفته ببنانه أخبرتنا السيدة الأصيلة مونسة خاتون بنت السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر بن أيوب رحم الله سلفها فيما قرأته عليها عن عفيفة بنت أحمد بن عبد الله الفارقانية اجازة قالت انا أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن الصباغ قال انا أبو نعيم الحافظ قال انا أبو علي بن الصواف فثنا محمد بن نضر يعنى أبا جعفر الصايغ فثنا إبراهيم يعنى ابن حمزة فثنا عبد العزيز يعنى ابن محمد عن عبيد الله يعنى ابن عمر عن نافع عن ابن عمر ان عمر بن الخطاب قال لأخيه زيد بن الخطاب يوم أحد خذ درعي هذه يا أخي فقال له انى أريد من الشهادة مثل ما تريد فتركاها جميعا. قال ابن إسحاق ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة فقال اغسلي عن هذا دمه يا بنية فوالله لقد صدقني اليوم وناولها علي بن أبي طالب سيفه وقال وهذا فاغسلي عنه دمه فوالله لقد صدقني اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن كنت صدقت القتال لقد صدق معك سهل بن حنيف وأبو دجانة.
وروينا عن ابن عقبة ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف على مختضبا دما قال إن تكن أحسنت القتال فقد أحسن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح والحرث بن الصمة وسهل بن حنيف، ثم قال أخبروني عن الناس ما فعلوا وأين عامتهم ثم قال إن المشركين لن يصيبوا منا مثلها حتى نتيحهم، ومثل المشركون يومئذ بقتلى المسلمين الا ما كان من حنظلة ابن أبي عامر فان أباه كان معهم فلذلك لم يمثلوا به وذكره ابن عقبة وقال قال سهل بن سعد الساعدي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وانهزم قوم من المسلمين منهم عثمان بن عفان وسعد بن عثمان وأخوه عقبة بن عثمان من بنى زريق وخارجة بن عامر الأنصاري ثم عفا الله عنهم ونزل فيهم (ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا) الآية قال ابن عقبة تولوا حتى انتهوا إلى بير جرم. وروينا عن محمد بن سعد قال أبو النمر الكناني هو جد شريك بن عبد الله بن أبى نمر المحدث شهد أحدا مع المشركين وقال رميت يومئذ بخمسين مرماة فأصبت منها بأسهم وانى لأنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وان أصحابه لمحدقون به وان النبل ليمر عن يمينه وعن شماله ويقصر بين يديه ويخرج من ورائه، ثم هداه الله للاسلام.