انا أم هو ثم التمس عتبة بيضة ليدخلها في رأسه فما وجد في الجيش بيضة تسعه من عظم هامته فلما رأى ذلك اعتجر على رأسه ببرد له (1). وقال ابن عائذ وقال رجال من المشركين لما رأوا قلة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم غر هؤلاء دينهم منهم أبو البختري بن هشام وعتبة بن ربيعة وأبو جهل بن هشام وذكر غيرهم لما تقالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعينهم فأنزل الله تعالى (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم) الآية حتى نزلوا وتعبؤا للقتال والشيطان معهم لا يفاقهم. قال ابن إسحاق وقد خرج الأسود بن عبد الأسد المخزومي وكان رجلا شرسا سيئ الخلق فقال أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو لأموتن دونه فلما خرج خرج إليه حمزة بن عبد المطلب فلما التقيا ضرببه حمزة فأطن (2) قدمه بنصف ساقه وهو دون الحوض فوقع على ظهره تشخب رجله دما نحو أصحابه ثم حبا إلى الحوض حتى اقتحم فيه يريد زعم أن تبر يمينه واتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض ثم خرج بعده عتبة بن ربيعة بين أخيه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد ابن عتبة حتى نصل من الصف دعا إلى المبارزة فخرج إليه فتية من الأنصار وهم عوف ومعوذ ابنا الحرث وأمهما عفراء ورجل آخر يقال له عبد الله بن رواحة فقالوا من أنتم قالوا رهط من الأنصار قالوا ما لنا بكم من حاجة. وقال ابن عقبة وابن عائذ حين ذكرا خروج الأنصار قال فاستحيا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك لأنه كان أول قتال التقى فيه المسلمون والمشركون ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد معهم فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون الشوكة لبنى عمه فناداهم النبي صلى الله عليه وسلم ان ارجعوا إلى مصافكم وليقم إليهم بنو عمهم.
رجع إلى ابن إسحاق ثم نادى مناديهم يا محمد اخرج إلينا اكفاءنا من قومنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم قم يا عبيدة بن الحرث وقم يا حمزة وقم يا علي فلما قاموا ودنوا منهم