ممن دعمه بالمدينة من عدوه وان ليس عليهم ان يسير بهم إلى عدو من بلادهم فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له سعد بن معاذ لعلك تريدنا يا رسول الله فقال أجل قال فقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا ان ما جئت به هو الحق وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك والذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف منا رجل واحد وما نكره ان تلقى بنا عدونا غدا انا لنصبر في الحرب صدق في اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله تعالى. وقد روينا من طريق مسلم ان الذي قال ذلك سعد بن عبادة سيد الخزرج وانما يعرف ذلك عن سعد بن معاذ. كذلك رواه ابن إسحاق وابن عقبة وابن سعد وابن عائذ وغيرهم. واختلف في شهود سعد بن عبادة بدرا لم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين، وذكره الواقدي والمدائني وابن الكلبي فيهم.
وروينا عن ابن سعد انه كان يتهيأ للخروج إلى بدر ويأتي دور الأنصار يحضهم على الخزرج فنهش قبل ان يخرج فأقام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن كان سعد لم يشهدها لقد كان عليها حريصا. قال وروى بعضهم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه وأجره وليس ذلك بمجمع عليه ولا ثبت ولم يذكره أحد ممن يروى المغازي في تسمية من شهد بدرا ولكنه قد شهد أحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رجع إلى الأول: قال فسر النبي صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك ثم قال سيروا وابشروا فان الله قد وعدني إحدى الطائفتين والله لكأني الآن انظر إلى مصارع القوم ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذفران ثم نزل قريبا من بدر فركب هو ورجل من أصحابه، قال ابن هشام هو وأبو بكر الصديق -