تضعف عنه القوى البشرية وكذلك الاسراء سهلة عليه بالرؤيا لان هوله عظيم فجاء في اليقظة على توطئة وتقدمة رفقا من الله بعبده وتسهيلا عليه. ورجح هذا القول أيضا للجمع بين الأحاديث الواردة في ذلك فان في ألفاظها اختلافها وتعدد الواقعة أقرب لوقوع جميعها. وحكى قولا رابعا قال كان الاسراء بجسده إلى بيت المقدس في اليقظة ثم أسرى بروحه عليه السلام إلى فوق سبع سماوات ولذلك شنع الكفار قوله أتيت بين المقدس في ليلتي هذه ولم يشنعوا قوله فيما سوى ذلك.
قال وقد تكلم العلماء في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة الاسراء فروى عن مسروق عن عائشة أنها أنكرت أن يكون رآه قالت ومن زعم أن محمدا رأى به فقد أعظم الفرية على الله، واحتجت بقوله سبحانه (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار). وروينا من طريق الترمذي حدثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي قال لقى ابن عباس كعبا بعرفة فسأله عن شئ فكبر حتى جاوبته الجبال فقال ابن عباس إنا بنو هاشم نقول إن محمدا رأى ربه فقال كعب إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى فكلم موسى مرتين ورآه محمد مرتين. وروينا من طريق مسلم عن أبي ذر قلت يا رسول الله هل رأيت ربك قال رأيت نورا.
وفى حديث آخر عند مسلم قال نورا انى أراه. وفى تفسير النقاش عن ابن عباس أنه سئل هل رأى محمد ربه فقال رآه رآه حتى انقطع صوته. وفى تفسير عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وذكر إنكار عائشة أنه رآه فقال الزهري ليست عائشة أعلم عندنا من ابن عباس. وفى تفسير ابن سلام عن عروة أنه كان إذا ذكر إنكار عائشة يشتد ذلك عليه. وقول أبي هريرة في هذه المسألة كقول ابن عباس أنه رآه. قال أبو القاسم والمتحصل من هذه الأقوال أنه رآه لا على أكمل ما تكون الرؤية على نحو ما يراه في حظيرة القدس عند الكرامة العظمى والنعيم الأكبر ولكن دون ذلك والى هذا يومئ قوله رأيت نورا. قلت وقوله