رجالا لهم بطون لم أر مثلها قط بسبيل ال فرعون يمرون عليهم كالإبل المهيومة (1) حين يعرضون على النار بطونهم لا يقدرون على أن يتحولوا من مكانهم ذلك قال قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء أكلة الربا قال ثم رأيت رجالا بين أيديهم لحم سمين طيب إلى جنبه لحم غث منتن يأكلون من الغث المنتن ويتركون السمين الطيب قال قلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يتركون ما أحل الله لهم من النساء ويذهبون إلى ما حرم الله عليهم منهن قال ثم رأيت نساء معلقات بثديهن فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء اللاتي أدخلن على الرجال ما ليس من أولادهم.
وقد اختلف العلماء في المعراج والاسراء هل كانا في ليلة واحدة أم لا وأيهما كان قبل الآخر وهل كان ذلك كله في اليقظة أو في المنام أو بعضه في اليقظة وبعضه في المنام وهل كان المعراج مرة أو مرات واختلفوا في تاريخ ذلك: والذي روينا عن ابن سعد في المعراج عن محمد بن عمر عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وغيره من رجاله قالوا كان عليه السلام يسأل ربه أن يريه الجنة والنار فلما كانت ليلة السبت لسبع عشرة خلت من شهر رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته نائم ظهرا أتاه جبريل ومكائيل فقالا انطلق إلى ما سألت الله فانطلقا به إلى ما بين المقام وزمزم فأتى بالمعراج فإذا هو أحسن شئ منظرا فعرجا به إلى السماوات سماء سماء الحديث. وذكر السهيلي رحمه الله خلاف السلف في الاسراء هل كان يقظة أو مناما وحكى القولين وما يحتج به لكل قول منهما ثم قال وذهبت طائفة ثالثة منهم شيخنا أبو بكر بن العربي إلى تصديق المقالتين وتصحيح المذهبين وأن الاسراء كان مرتين إحداهما في نومه توطئة له وتيسيرا عليه كما كان بدء بنوته الرؤيا الصالحة ليسهل عليه أمر النبوة فإنه عظيم