ثم يغدو يلتمسه حتى إذا وجده غسله وطهره وطيبه فإذا أمسى عدوا عليه ففعلوا به مثل ذلك إلى أن غسله مرة وطهره ثم جاء بسيفه فعلقه عليه ثم قال له ما أعلم من يصنع بك ما أرى فإن كان فيك خير فامتنع فهذا السيف معك فلما أمسى ونام عمرو غدوا عليه وأخذوا السيف من عنقه ثم أخذوا كلبا ميتا فقرنوه به بحبل ثم ألقوه في بئر من آبار بنى سلمة فيها عذر (1) من عذر الناس وغدا عمرو بن الجموح فلم يجده في مكانه فخرج يتبعه حتى وجده في تلك البئر منكسا مقرونا بكلب ميت فلما رآه أبصر شأنه وكلمه من أسلم من قومه فأسلم رضي الله عنه وحسن إسلامه (2) (وهذه تسمية من شهد العقبة) وكانوا ثلاثة وسبعين رجلا وامرأتين، هذا هو العدد المعروف وإن زاد في التفصيل على ذلك فليس ذلك بزيادة في الجملة وإنما هو لمحل الخلاف فيمن شهد فبعض الرواة يثبته وبعضهم يثبت غيره بدله وقد وقع ذلك في غير موضع في أهل بدر وشهداء أحد وغير ذلك. وهم من الأوس ثم من بنى عبد الأشهل أسيد بن حضير أبو الهيثم مالك بن التيهان سلمة بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل وسعد بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج وبنو جشم عدادهم في بنى عبد الأشهل شهداء العقبة في قول الواقدي وحده وهو معدود في البدريين عند غيره. وقد اختلف في نسبه وهو عند ابن إسحاق سعد بن زيد ابن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الأشهل. ومن بنى حارثة بن الحرث بن
(١٧٧)