الحجارة (1) قعد إلى الأرض فيأخذون بعضديه فيقيمونه فإذا مشى رجموه وهم يضحكون وقال ابن سعد: وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى لقد شج في رأسه شجاجا قال ابن عقبة فخلص منهم ورجلاه تسيلان دما فعمد إلى حائط من حوائطهم فاستظل في ظل حبلة (2) يقولون بل أبو الهيثم بن التيهان، وقد تقدم أنه البراء بن معرور. فلما انتهت البيعة صرخ الشيطان من رأس العقبة يا أهل الجباجب هل لكم في مذمم والصباة معه قد أجمعوا على حربكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أزب العقبة (3) أتسمع أي عدو الله أما والله لأفرغن لك فاستأذنه العباس ابن عبادة في القتال فقال لم نؤمر بذلك وتطلب المشركون خبرهم فلم يعرفوه ثم شعروا به حين انصرفوا فاقتفوا آثارهم فلم يدركوا إلا سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو فأما سعد فكان ممن عذب في الله وأما المنذر فأعجزهم وأفلت. ونمى خبر سعد بن عبادة إلى جبير بن مطعم والحرث بن حرب ابن أمية على يدي أبى البختري بن هشام فأنفذه الله بهما. وقال ضرار ابن الخطاب الفهري:
تداركت سعدا عنوة فأخذته * وكان شفاء لو تداركت منذرا ولو نلته طلت هناك جراحة * وكان حريا أن يهان ويهدرا فأجابها حسان بأبيات ذكرها ابن إسحاق. فلما قدموا المدينة أظهروا الاسلام وكان عمرو بن الجموح ممن بقى على شركه وكان له صنم يعظمه فكان فتيان ممن أسلم من بنى سلمة يدلجون بالليل على صنمه فيطرحونه في بعض حفر بنى سلمة منكسا رأسه في عذر الناس فإذا أصبح عمرو قال ويحكم من عدا على آلهتنا هذه الليلة