وإن كان الذي يقول باطلا دفعنا إليكم صاحبنا فقتلتم أو استحييتم فقالوا قد رضينا بالذي تقول ففتحوا الصحيفة فوجدوا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم قد أخبر بخبرها قبل ان تفتح فلما رأت قريش صدق ما جاء به أبو طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا هذا سحر ابن أخيك وزادهم ذلك بغيا وعدوانا. وقال ابن هشام وذكر بعض أهل العلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي طالب يا عم ان ربى قد سلط الأرضة على صحيفة قريش فلم تدع فيها اسما لله الا أثبتته ونفت منها القطيعة والظلم والبهتان قال أربك أخبرك بهذا قال نعم قال فوالله ما يدخل عليك أحد ثم خرج إلى قريش فقال يا معشر قريش ان ابن اخى اخبرني وساق الخبر بمعنى ما ذكرناه. وقال ابن إسحاق وابن عقبة وغيرهما: وندم منهم قوم فقالوا هذا بغى منا على اخواننا وظلم لهم فكان أول من مشى في نقض الصحيفة هشام بن عمرو بن الحارث العامري وهو كان كاتب الصحيفة وأبو البختري العاص بن هشام ابن الحارث بن أسد بن عبد العزى والمطعم بن عدي. إلى هنا انتهى خبر ان لهيعة عن أبي الأسود يتيم عروة وموسى بن عقبة عن ابن شهاب. وذكر ابن إسحاق فيهم زهير بن أبى أمية بن المغيرة المخزومي وزمعة بن الأسود بن المطلب.
وذكر ابن إسحاق في أول هذا الخبر قال وقد كان أبو جهل فيما يذكرون لقى حكيم ابن حزام ومعه غلام يحمل قمحا يريد به عمته خديجة وهى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب فتعلق به وقال أتذهب بالطعام إلى بني هاشم فقال له أبو البختري طعام كان لعمته عنده أفتمنعه ان يأتيها بطعامها خل سبيل الرجل فأبى أبو جهل حتى نال أحدهما من صاحبه فأخذ أبو البختري لحى بعير فضربه به فشجه ووطئه وطئا شديدا. وذكر أبو عبد الله محمد بن سعد هشام بن عمرو العامري المذكور وقال كان أوصل قريش لبنى هاشم حين حصروا في الشعب ادخل عليهم في ليلة ثلاثة احمال طعاما فعلمت بذلك قريش فمشوا إليه حين أصبح فكلموه