الحزوري (1) عن محمد بن سليمان لوين (2) ثنا حديج (3) بن معاوية عن أبي إسحق عن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ثمانين رجلا منهم عبد الله بن مسعود وجعفر و عبد الله بن عرفطة وعثمان ابن مظعون رضي الله عنهم، وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية فقدما على النجاشي فدخلا عليه وسجدا له وابتداره فقعد واحد عن يمينه والآخر عن شماله فقالا إن نفرا من بنى عمنا نزلوا أرضك فرغبوا عنا وعن ملتنا قال وأين هم قالوا بأرضك فأرسل في طلبهم فقال جعفر رضي الله عنه أنا خطيبكم اليوم فاتبعوه فدخل فسلم فقال ما لك لا تسجد للملك قال إنا لا نسجد إلا لله عز وجل قالوا ولم ذاك قال إن الله تعالى أرسل فينا رسولا وأمرنا ان لا نسجد إلا لله عز وجل وأمرنا بالصلاة والزكاة، قال عمرو بن العاص فإنهم يخالفونك في ابن مريم وأمه قال فما تقولون في ابن مريم وأمه قال كما قال الله عز وجل روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول التي لم يمسها بشر ولم يفرضها (4) ولد قال فرفع النجاشي عودا من الأرض فقال يا معشر الحبشة والقسيسين والرهبان ما تزيدون على ما يقولون اشهد أنه رسول الله وانه الذي بشر به عيسى في الإنجيل والله لولا ما انا فيه من الملك لأتيته فأكون أنا الذي أحمل نعليه وأوضئه وقال أنزلوا حيث شئتم وأمر بهدية الآخرين فردت عليهما قال وتعجل عبد الله بن مسعود فشهد بدرا وقال إنه لما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم موته استغفر له ولعمارة بن الوليد مع عمرو ابن العاص في هذا الوجه خبر مشهور ذكره أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني وغيره. وقال عمرو يخاطب عمارة:
(١٥٥)