أهل مكة ثم جاءه جبريل من الله بسورة أصحاب الكهف، قال ابن إسحاق فذكر لي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد احتبست عنى يا جبريل فقال (وما نتنزل إلا بأمر ربك) الآية وافتتح السورة بحمده وبذكر نبوة رسوله عليه السلام وفيها ذكر الفتية الذين ذهبوا وهم أصحاب الكهف وذكر الرجل الطواف وهو ذو القرنين وقال فيما سألوه عنه من الروح (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) الحديث بطوله وأنا اختصرته. قال وحدثت عن ابن عباس أنه قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قالت أحبار يهود يا محمد أرأيت قولك (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) إيانا تريد أم قومك قال كلا قالوا فإنك تتلو فيما جاءنا إنا قد أوتينا التوراة فيها بيان كل شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها في علم الله قليل وعندكم من ذلك ما يكفيكم لو أقمتموه قال فأنزل الله عليه فيما سألوه عنه من ذلك (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم) أي إن التوراة في هذا من علم الله قليل قال وأنزل الله فيما سأله قومه لأنفسهم من تسيير الجبال وتقطيع الأرض وبعث من مضى من آبائهم من الموتى (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الامر جميعا) أي لا اصنع من ذلك الامر إلا ما شئت وأنزل الله عليه فيما سألوه أن يأخذ لنفسه (وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى في الأسواق لولا انزل إليك ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز) إلى (وكان ربك بصيرا) وأنزل الله فيما قال عبد الله بن أبى أمية (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب) إلى قوله (قل سبحان ربى هل كنت إلا بشرا رسولا) وأنزل عليه في قولهم إنما يعلمك رجل باليمامة يقال له الرحمن (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن) وأنزل
(١٤٣)