سندع الزبانية) قال ابن عباس والله لو دعا ناديه لاخذته زبانية الله. وروينا عن ابن عباس من طريق محمد بن إسحاق اجتماع قريش وعرضهم على النبي صلى الله عليه وسلم ما عرضوا عليه من الأموال وغير ذلك وقوله عليه السلام ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل على كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالات ربى ونصحت لكم فان تقبلوا منى ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وان تردوه على أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم أو كما قال صلى الله عليه وسلم فقالوا له فسل ربك أن يسير عنا هذه الجبال التي قد ضيقت علينا وليبسط علينا بلادنا وليخرق فيها أنهارا كأنهار الشام والعراق وليبعث لنا من مضى من آبائنا وليكن فيمن يبعث لنا منهم قصي بن كلاب فإنه كان شيخ صدق فنسألهم عن ما تقول أحق هو أم باطل.
وفيه وقالوا له سل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك واسئله فليجعل لنا جنانا وقصورا وكنوزا من ذهب وفضة يغنيك بها عما نراك تبتغى فإنك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش وذكر قولهم فأسقط السماء علينا كسفا كما زعمت أن ربك إن شاء يفعل وقال قائلهم نحن نعبد الملائكة وهى بنات الله وقال قائلهم لن نؤمن لك حتى تأتى بالله والملائكة قبيلا وقال إنه قد بلغنا أنك إنما يعلمك هذا رجل باليمامة يقال له الرحمن وإنا والله لن نؤمن بالرحمن أبدا فلما قالوا له ذلك قام رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهم ومعه عبد الله بن أبي أمية المخزومي وهو ابن عمته عاتكة بنت عبد المطلب فقال والله لا نؤمن بك أبدا حتى تتخذ إلى السماء سلما ثم ترقى فيه وأنا أنظر إليك حتى تأتيها ثم تأتى معك بملك معه أربعة من الملائكة يشهدون لك كما تقول وأيم الله إن لو فعلت ذلك ما ظننت أنى أصدقك.
وقال أبو جهل يا معشر قريش إني أعاهد الله لأجلسن له غدا بحجر ما أطيق حمله أو كما قال فإذا سجد في صلاته فضخت (1) به رأسه فأسلموني عند ذلك أو امنعوني