بعضهم لبعض نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به فلما جلس إليهم قالوا ما وراءك يا أبا الوليد قال ورائي أنى سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط والله ما هو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ فان تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم وان يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم وكنتم أسعد الناس به قالوا سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه قال هذا رأيي فيه فاصنعوا ما بدا لكم. وروينا عن الطبراني ثنا القاسم بن عياش بن حماد أبو محمد الجهني الحذاء الموصلي ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا أبو خلف عبد الله بن عيسى الخراز ثنا داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس أن قريشا دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن يعطوه مالا فيكون أغنى رجل بمكة ويزوجوه ما أراد من النساء فقالوا هذا لك عندنا يا محمد وكف عن شتم آلهتنا ولا تذكرها بسوء فإن لم تفعل فانا نعرض عليك خصلة واحدة ولك فيها صلاح قال ما هي قالوا تعبد آلهتنا سنة اللات والعزى (1) ونعبد إلهك سنة قال حتى أنظر ما يأتيني من ربى فجاء الوحي من عند الله عز وجل من اللوح المحفوظ (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون) السورة وأنزل الله عز وجل (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون بل الله فاعبد وكن من الشاكرين). وروينا من طريق الترمذي ثنا عبد بن حميد قال أنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن ابن عباس (سندع الزبانية) قال قال أبو جهل لئن رأيت محمدا يصلى لاطمأن على عنقه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو فعل لاخذته الملائكة عيانا. قال ثنا أبو سعد الأشج ثنا أبو خالد عن داود بن أبى هند عن عكرمة عن ابن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى فجاء أبو جهل فقال ألم أنهك عن هذا ألم أنهك عن هذا فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم فزبره فقال أبو جهل إنك لتعلم ما بها ناد أكثر منى فأنزل الله تعالى (فليدع ناديه
(١٤٠)