جعفر بن محمد عليه السلام فقال أشهد أنه امام مفترض الطاعة وما كان ابن عمى يعرف قليلا ولا كثيرا فدخلت على أبى عبد الله من قابل فأخبرته الخبر وما كنا فيه فقال أتراني لم أشهدكم بئس ما رأيت أن لي مع كل ولى أذنا سامعة وعينا ناظرة ولسانا ناطقا ثم قال لي يا عبد الله بن يحيى أنا والله صرفته عنكما وعلامة ذلك أنكما كنتما في البداءة على شاطئ النهر وان ابن عمك أثبت عندنا وما كان الله يميته حتى يعرفه هذا الامر فرجعت إلى الكوفة فأخبرت ابن عمى بمقالة أبى عبد الله ففرح وسر به سرورا شديدا وما زال مستبصرا بذلك إلى أن مات قال علي بن عيسى أثابه الله انظر بعين الاعتبار إلى شرف هؤلاء القوم ومحلهم ومكانتهم من المعارف الإلهية وفضلهم وارتفاعهم في درجات العرفان ونبلهم فان تعريفه (ع) إياه بما يقوله إذا لقى السبع فيه اشعار بأنه يلقى السبع وإلا لم يكن في الحديث إلا تعليمه ما يقوله متى لقيه وليس في ذلك كثير طائل.
وعن شعيب العقرقوفي قال دخلت أنا وعلي بن أبي حمزة وأبو بصير على أبى عبد الله ع ومعي ثلاثمائة دينار فصببتها قدامه فاخذ منها أبو عبد الله قبضة لنفسه ورد الباقي على وقال يا شعيب رد هذه المائة دينار إلى موضعها الذي أخذتها منه قال شعيب فقضينا حوائجنا جميعا فقال لي أبو بصير يا شعيب ما حال هذه الدنانير التي ردها عليك أبو عبد الله قلت أخذتها من عروة أخي سرا منه وهو لا يعلمها فقال لي أبو بصير يا شعيب أعطاك أبو عبد الله والله علامة الإمامة ثم قال لي أبو بصير وعلي بن أبي حمزة يا شعيب عد الدنانير فعددتها فإذا هي مائة دينار ولا تزيد دينارا ولا تنقص دينارا.