ما جاءتهم البينات) فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكمة إلا أهل الكتاب وأبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير حجة هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وبراهم من الآفات وافترض مودتهم في الكتاب هم العروة الوثقى وهم معدن التقى * وخير حبال العالمين وثيقها وعن يوسف بن أسباط قال حدثني أبي قال دخلت مسجد الكوفة فإذا شاب يناجى ربه وهو يقول في سجوده سجد وجهي متعفرا في التراب لخالقي وحق له فقمت إليه فإذا هو علي بن الحسين فلما انفجر الفجر نهضت إليه فقلت له يا بن رسول الله تعذب نفسك وقد فضلك الله بما فضلك فبكى ثم قال حدثني عمرو بن عثمان عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله كل عين باكية يوم القيامة إلا أربعة أعين عين بكت من خشية الله وعين فقئت في سبيل الله وعين غضت عن محارم الله وعين باتت ساهرة ساجدة يباهي بها الله الملائكة يقول انظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي قد جافى بدنه عن المضاجع يدعوني خوفا من عذابي وطمعا في رحمتي أشهدوا أنى قد غفرت له.
قلت هكذا أورده الحافظ في مسجد الكوفة وعلي بن الحسين فيما أظنه لم يصل إلى العراق إلا مع أبيه عليه السلام حين قتل ولما وصل هو إلى الكوفة لم يكن باختياره ولا متصرفا في نفسه فيمشي إلى الجامع ويصلى فيه وللتحقيق حكم وقال كان علي بن الحسين عليهما السلام يبخل فلما مات وجدوه يعول مائة أهل بيت.
وروى دخول علي بن الحسين عليهما السلام على محمد بن أسامة بن زيد