اللهم ارفعني في أعلى درجات هذه الندبة وأعني بعزم الإرادة وهبني حسن المستعقب من نفسي وخذني منها حتى تتجرد خواطر الدنيا عن قلبي من برد خشيتي منك وارزقني قلبا ولسانا يتجاريان في ذم الدنيا وحسن التجافي منها حتى لا أقول إلا صدقت وأرني مصاديق إجابتك بحسن توفيقك حتى أكون في كل حال حيث أردت فقد قرعت بي باب فضلك فاقة * بحد سنان نال قلبي فتوقها وحتى متى أصف محن الدنيا ومقام الصديقين وأنتحل عزما من إرادة مقيم بمدرجة الخطايا أشتكي ذل ملكة الدنيا وسوء أحكامها على فقد رأيت وسمعت لو كنت أسمع في أداة فهم أو أنظر بنور يقظة وكلا ألاقي نكبة وفجيعة * وكأس مرادات ذعافا أذوقها وحتى متى أتعلل بالأماني وأسكن إلى الغرور وأعبد نفسي للدنيا على غضاضة سوء الاعتداد من ملكاتها وأنا أعرض لنكبات الدهر على أتربص اشتمال البقاء وقوارع الموت تختلف حكمي في نفسي ويعتدل حكم الدنيا وهن المنايا أي واد سلكته * عليها طريقي أو على طريقها وحتى متى تعدني الدنيا فتخلف وأئتمنها فتخون لا تحدث جدة إلا بخلوق جدة ولا تجمع شملا إلا بتفريق شمل حتى كأنها غيري محجبة ضنا تغار على الألفة وتحسد أهل النعم فقد آذنتني بانقطاع وفرقة * وأومض لي من كل أفق بروقها ومن أقطع عذرا من مغذ سير ا يسكن إلى معرس غفلة بأدواء نبوة الدنيا ومرارة العيش وطيب نسيم الغرور قد أمرت تلك الحلاوة على القرون الخالية وحال دون ذلك النسيم هبوات وحسرات وكانت حركات فسكنت وذهب كل عالم بما فيه فما عيشة إلا تزيد مرارة ولا ضيقة إلا ويزداد ضيقها
(٣٠٧)