الأموات أم بسوء خلف الأحياء وكل يبعث حزني ويستأثر بعبراتي ومن يسعدني فأبكى وقد سلبت القلوب لبها ورقا الدمع وحق للداء أن يذوب على طول مجانبة الأطباء وكيف بهم وقد خالفوا الأمرين وسبقهم زمان الهادين ووكلوا إلى أنفسهم يتنكسون في الضلالات في دياجير الظلمات حيارى وليل القوم داج نجومه * طوامس لا تجرى بطئ خفوقها قلت هذا الفصل من كلامه عليه السلام قد نظمه بعض الشعراء وأجاد في قوله قد كنت أبكى على ما فات من زمني * وأهل ودى جميع غير أشتات واليوم إذ فرقت بيني وبينهم * نوى بكيت على أهل المروات وما حياة امرئ أضحت مدامعه * مقسومة بين أحياء وأموات قال عليه السلام وقد انتحلت طوائف من هذه الأمة بعد مفارقتها أئمة الدين والشجرة النبوية إخلاص الديانة وأخذوا أنفسهم في مخايل الرهبانية وتغالوا في العلوم ووصفوا الاسلام بأحسن صفاتهم وتحلوا بأحسن السنة حتى إذا طال عليهم الأمد وبعدت عليهم الشقة وامتحنوا بمحن الصادقين رجعوا على أعقابهم ناكصين عن سبيل الهدى وعلم النجاة يتفسحون تحت أعباء الديانة تفسح حاشية الإبل تحت أوراق البزل ولا تحرز السبق الرزايا وان جرت * ولا يبلغ الغايات إلا سبوقها وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوه بآرائهم واتهموا مأثور الخبر مما استحسنوا يقتحمون في أغمار الشبهات ودياجير الظلمات بغير قبس نور من الكتاب ولا أثرة علم من مظان العلم بتحذير مثبطين زعموا أنهم على الرشد من غيهم والى من يفزع خلف هذه الأمة وقد درست أعلام الملة ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد
(٣١٠)