ما أفضى ركابه وأي معقل عز ما فتح بابه وأي منار مجد ما امتطى غاربه وأي أمد جلال ما حاز مشارقه ومغاربه أحاطت به الرئاسة من كل جهاته وظهرت السماحة والحماسة من صلاته وصولاته وبذ النظراء ولا نظير له في دينه المتين وصلواته وجرى بإرادة الله ورسوله في حركاته وسكناته فعفافه وطهارته متساويان في منامه ويقظاته سيف الله وحجته وصراطه المستقيم ومحجته وماذا عسى أن أقول وفي أي جلباب أوصافه أجول وفي أي نعوته أطلق لساني وبأي روية أفكر فيما له من المعاني وأين ثمرات سوده من يد الجاني؟ وما قصرت عنها إلا وغيري مقصر ولا قهقرت إلا وغيري مقهقر وما اعتذرت إلا في موضع الاعتذار ولا ثنيت جواد بلاغتي إلا بعد أن قصرت الجياد في هذا المضمار وحبي يقتضى المبالغة في الإكثار وصعوبة هذه السبيل تحملني على الاقتصار وما أشبه الحال بقول من قال أحبك حبا لو يفض يسيره * على الخلق مات الخلق من شدة الحب وأعلم اني بعد ذاك مقصر * لأنك في أعلى المراتب من قلبي فالبيت الثاني وصف حالي ومن الله ذي المعالي أسال أن يجعل ما اعتمدته في جميع هذا الكتاب خالصا لوجهه الكريم وموجبا لإحسانه العميم وامتنانه الجسيم فيه تعالى وتقدس اهتدينا إلى محبتهم واليه جل وعلا نتقرب بمودتهم وهم الأدلاء على الله الكريم والهداة إلى نهجه القويم وصراطه المستقيم والملازمة واضحة الدليل وعلى الله قصد السبيل.
نجز جزء الأول من كشف الغمة في معرفة الأئمة نقلا من نسخة بخط المولى الصدر الكبير العالم العامل الكامل جامع شتات الفضائل المبرز على الأواخر والأوائل مجد الدين الفضل بن يحيى بن علي بن المظفر بن الطيبي تغمده الله برحمته وحشره بكرمه مع ساداته وأئمته والنسخة المشار إليها