وذريتي، فمن حفظني فيهم حفظه الله، ألا لعنة الله على من آذاني فيهم ألا لعنة على من آذاني فيهم ثلاثا، قال أفقر عباد الله تعالى علي بن عيسى بن أبي الفتح عفا الله عنه: قد كنت طالعت كتاب الموفقيات للزبير بن بكار الزبيري، فرأيت فيها أخبارا ما كنت أظنه يروى مثلها لموضع مذهبه، ولمن جمع له الكتاب، وسماه باسم نسبه إليه وهو الأمير الموفق أبو أحمد طلحة بن المتوكل أخو المعتمد وولي عهده، وكان يخطب له بقلبين اللهم أصلح الأمير الناصر لدين آلله أبا أحمد طلحة الموفق بالله وولي عهد المسلمين وأخا أمير المؤمنين ومات في ثاني رجب سنة ثمان وسبعين ومائتين، لقب بالناصر حين فرغ من أمر محمد بن علي صاحب الزنج، وهو متولي حروبه وكان هو وأبوه وبنوه أبيه في انحرافهم عن أهل البيت في أبعد الغاية لا سيما الموفق والمتوكل، وحربه لصاحب الزنج وإن كان محافظة على الملك، وإنما قوى هممهم على مطاولته واتصال الحروب بينهم ما أظهره ذلك الخائن من انتسابه إلى أهل البيت، وانه علوي وكان مدعيا لم يصحح النسابون نسبه. وحكى العمرى النسابة (ره) انه كان دعيا وكان من قرية اسمها ورزنين من قرى الري، فلم يزالوا على حربه ومنازلته جرى من قتله وتفرقة جموعه ما جرى، وكان انتماؤه إلى هذا البيت الشريف أقوى الموجبات لاستئصاله، هذا حال من عمل الكتاب من أجله.
فأما جامعه فقد حكى ياقوت الحموي في كتابه معجم الأدباء كلاما هذا مختصره الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام يكنى أبا عبد الله الكثير العلم، الغزير الفهم أعلم الناس قاطبة بأخبار قريش وأنسابها ومآثرها وأشعارها ولد ونشأ بالحجاز ومات بمكة في ذي القعدة سنة ست وخمسين ومائتين عن أربع وثمانين سنة، وكان أبوه على قضاء