العارف بحق الإمام والسابق بالخيرات هو الإمام ثم قال يا حسين إنا أهل بيت لا نخرج من الدنيا حتى نقر لكل ذي فضل بفضله ومنها ما روى أبو بصير عن أبي جعفر أنه قال انى لأعرف رجلا لو قام بشاطئ البحر لعرف دواب البحر بأمهاتها وعماتها وخالاتها ومنها ان جماعة استأذنوا على أبى جعفر قالوا فلما صرنا في الدهليز سمعنا إذا قراءة السريانية بصوت حسن يقرأ ويبكي حتى أبكى بعضنا وما نفهم مما يقول شيئا فظننا أن عنده بعض أهل الكتاب استقرأه فلما انقطع الصوت دخلنا عليه فلم نر عنده أحدا فقلنا له قد سمعنا قراءة سريانية بصوت حزين قال ذكرت مناجاة إليا النبي فأبكتني ومنها ما روى عن عيسى بن عبد الرحمان عن أبيه قال دخل ابن عكاشة بن محصن الأسدي على أبى جعفر وكان أبو عبد الله قائما عنده فقدم إليه عنبا فقال حبة حبة يأكله الشيخ الكبير والصبي الصغير وثلاثة وأربعة يأكله من يظن أنه لا يشبع فكله حبتين حبتين فإنه يستحب فقال لأبي جعفر لأي شئ لا تزوج أبا عبد الله فقد أدرك للتزويج وبين يديه صرة مختومة فقال سيجئ نخاس من بربر ينزل دار ميمون فأتى لذلك ما أتى فدخلنا على أبى جعفر فقال ألا أخبركم عن ذلك النخاس الذي ذكرته لكم فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة جارية فأتينا النخاس فقال قد بعت ما كان عندي إلا جاريتين إحداهما أمثل من الأخرى قلنا فأخرجهما حتى ننظر إليهما فأخرجهما فقلنا بكم تبيعنا هذه المتماثلة قال بسبعين دينارا قلنا أحسن قال لا أنقص من سبعين دينارا فقلنا نشتريها منك بهذه الصرة ما بلغت وما ندري ما فيها وكان عنده رجل أبيض الرأس واللحية فقال فكوا الخاتم وزنوا فقال النخاس لا تفكوا فإنها ان نقصت حبة من السبعين لا أبايعكم
(٣٥٨)