قال الشيخ زنوا ففككنا ووزنا الدنانير فإذا هي سبعون لا تزيد ولا تنقص فأخذنا الجارية فأدخلناها على أبى جعفر وجعفر قائم عنده فأخبرنا أبا جعفر بما كان فحمد الله ثم قال لها ما اسمك قالت حميدة قال حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة أخبريني عنك أ بكر أم ثيب قالت بكر قال فكيف ولا يقع في أيدي النخاسين شئ إلا أفسدوه قالت كان يجئ النخاس فيقعد منى فيسلط الله عليه رجلا أبيض الرأس واللحية فلا يزال يلطمه حتى يقوم عنى ففعل بي مرارا وفعل الشيخ مرارا فقال يا جعفر خذها إليك فولدت خير أهل الأرض موسى بن جعفر عليهما السلام ومنها ما روى أبو بصير عن الصادق عليه السلام قال كان أبى في مجلس له ذات يوم إذ أطرق رأسه في الأرض ثم رفع رأسه فقال يا قوم كيف أنتم إذا جاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم هذه في أربعة آلاف حتى يستعرضكم بالسيف ثلاثة أيام فيقتل مقاتلتكم وتلقون منه بلاءا لا تقدرون ان تدفعوه؟ وذلك من قابل فخذوا حذركم واعلموا أن الذي قلت لكم هو كائن لا بد منه فلم يلتفت أهل المدينة إلى كلامه وقالوا لا يكون هذا أبدا فلم يأخذوا حذرهم إلا نفر يسير وبنو هاشم خاصة وذلك أنهم علموا ان كلامه هو الحق فلما كان من قابل تحمل أبو جعفر عليه السلام بعياله وبنو هاشم وخرجوا من المدينة وجاء نافع بن الأزرق حتى كبس المدينة فقتل مقاتلتهم وفضح نساءهم فقال أهل المدينة لا نرد على أبى جعفر شيئا نسمعه منه أبدا بعد ما سمعنا ورأينا أهل بيت النبوة ينطقون بالحق آخر ما نقلته من كتاب قطب الدين الراوندي رحمه الله تعالى.
وقال الشيخ أبو الفرج عبد الرحمان بن علي بن محمد بن الجوزي رحمه الله في كتاب صفوة الصفوة أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب