مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا على الحوض.
وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه وأبى رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله قال أبو عبيدة وحدثنيه سنان بن أبي سنان ابن هند بن هند بن أبي هالة الأسدي حدثه عن أبيه هند بن أبي هالة ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله، وأمه خديجة زوج رسول الله صلى الله عليه وآله وأخته لامه فاطمة صلوات الله عليها، قال أبو عبيدة:
وكان هؤلاء الثلاثة: هند بن أبي هالة، وأبو رافع، وعمار بن ياسر، يحدثون عن هجرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بالمدينة، ومبيته من قبل ذلك على فراشه.
قال: وصدر هذا الحديث عن هند بن أبي هالة وافتصاصه عن الثلاثة، وقد دخل حديث بعضهم في بعض، قالوا: كان الله عز وجل مما يمنع نبيه صلى الله عليه وآله بعمه أبى طالب، فما كان يخلص إليه من قومه أمر يسوءه مدة حياته، فلما مات أبو طالب نالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وآله بغيتها، وأصابته بعظيم من أذى حتى تركته لقى، فقال صلى الله عليه وآله: ما أسرع ما وجدنا فقدك يا عم وصلتك رحم، وجزيت خيرا يا عم، ثم ماتت خديجة بعد أبي طالب بشهر واجتمع بذلك على رسول الله حزنان حتى عرف ذلك فيه.
قلت: وسمى تلك السنة عام الحزن.
قال هند: ثم انطلق ذووا الطول والشرف من قريش إلى دار الندوة ليرتأوا ويأتمروا في رسول الله صلى الله عليه وآله وأسروا ذلك بينهم وقالوا: نبني له برجا نستودعه فيه فلا يخلص من الصباة إليه أحد، ثم لا يزال في رنق من العيش حتى يأتيه المنون وأشار بذلك العاص بن وائل وأمية وأبى ابنا خلف، فقال قائل: كلاما هذا لكم برأي ولئن صنعتم ذلك ليتمنون له الحدب والحميم، والمولى والحليف، ثم ليأتين المواسم في الأشهر الحرم بالأمن، فلينتزعن