ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه ثم قال أنا ابن البشير النذير وأنا ابن الداعي إلى الله بأذنه أنا ابن السراج المنير أنا ابن من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أنا من أهل بيت أفترض الله طاعتهم في كتابه فقال قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا فالحسنة مودتنا أهل البيت ثم جلس فقام عبد الله بن العباس بين يديه فقال معاشر الناس هذا ابن نبيكم ووصى إمامكم فبايعوه فتبادر الناس إلى بيعته فهذه أدلة قاطعة بحقية إمامته وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابناي إمامان قاما أو قعدا وقوله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وعصمتهما معلومة ثابتة من قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا أقول بعض هذه الخطبة قد رواها أحمد بن حنبل رحمه الله في مسنده عن هبيرة قال خطبنا الحسن بن علي عليه السلام فقال لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولم يدركه الآخرون كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه بالراية جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له وقد رواها الدولابي في كتاب العترة بألفاظ تقارب ما رواه الجماعة ومن حديث آخر في المسند بمعناه وفي آخره وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله وهذا قد رواه الحافظ أبو نعيم في حليته.
وهذه الخطبة قد رواها جماعة من الجمهور أيضا وقد شهد القرآن بطهارته في قوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم