عليكم وإياه أسأل أن يصلحكم وأن يكف الطغاة البغاة عنكم والصبر الصبر حتى ينزل الله الأمر ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وقد أورد السيد الرضى الموسوي رحمه الله تعالى وألحقه بسلفه الطاهر في نهج البلاغة وصية لأمير المؤمنين عليه السلام كتبها إلى ابنه الحسن عليه السلام وهي طويلة جامعة لأدب الدين والدنيا كثيرة الفائدة والجدوى نافعة في الآخرة والأولى قد أخذت بمجامع الفضائل وأعجزت بمقاصدها الأواخر والأوائل وكيف لا يكون كذلك وهو الذي إذا قال بذ كل قائل وعاد سحبان عنده مثل بأقل فان أنكرت فسائل وليس هذا الكتاب موضعا لاثباتها وقد دللتك عليها فان أردتها فأتها تجد البيان والبلاغة وتشاهد آداب الدنيا والآخرة ببدائع ألفاظ تريك ورد البيان صافيا وبرد الفصاحة ضافيا وحظ السمع والقلب وافيا وليكن هذا القدر في صفتها وان لم يكن كافيا كافيا.
قال الشيخ المفيد في إرشاده لما قبض أمير المؤمنين عليه السلام خطب الناس الحسن بن علي عليهما السلام وذكر حقه فبايعه أصحاب أبيه عليه السلام على حرب من حارب وسلم من سالم وروى أبو مخنف لوط بن يحيى قال حدثني أشعث بن سوار عن أبي إسحاق السبيعي وغيره قالوا خطب الحسن بن علي عليهما السلام صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون بعمل ولقد كان يجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقيه بنفسه وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوجهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا يرجع حتى يفتح الله على يديه ولقد توفى عليه السلام في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم عليه السلام وفيها قبض يوشع بن نون