وما خلف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله.
ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه ثم قال أنا ابن البشير أنا ابن النذير أنا ابن الداعي إلى الله باذنه أنا ابن السراج المنير أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أنا من أهل بيت افترض الله مودتهم في كتابه فقال تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) فالحسنة مودتنا أهل البيت ثم جلس فقام عبد الله بن العباس رحمة الله عليهما ما بين يديه فقال معاشر الناس هذا ابن نبيكم ووصى إمامكم فبايعوه فاستجاب له الناس وقالوا ما أحبه إلينا وأوجب حقه علينا وتبادروا إلى البيعة له بالخلافة وذلك في يوم الجمعة الواحد والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة فربت العمال وأمر الأمراء وأنفذ عبد الله بن العباس إلى البصرة ونظر في الأمور ولما بلغ معاوية موت أمير المؤمنين علي عليه السلام وبيعة الحسن عليه السلام أنفذ رجلا من حمير إلى الكوفة وآخر من بنى القين إلى البصرة ليطالعاه بالأخبار ويفسدا على الحسن عليه السلام الأمور وقلوب الناس فعرف بهما وحصلهما وأمر بقتلهما وكتب إلى معاوية أما بعد فإنك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال وأرصدت العيون كأنك تحب اللقاء وما أوشك ذلك فتوقعه إن شاء الله وبلغني انك شمت بما لم يشمت به ذووا الحجى وإنما مثلك في ذلك كما قال الأول فقل للذي يبقى خلاف الذي مضى * تجهز لأخرى مثلها فكأن قد فإنا ومن قد مات منا لكالذي * يروح فيمسى في المبيت ليغتدي.